[عدل] تاريخ المدينةهناك آراء مختلفة عن أصل تسمية المدينة. وأحد النظريات تنص على إن تسمية كركوك أتت من الكلمة التي استخدمها
الاشوريون كرخاد بيت سلوخ التي تعني المدينة المحصنة بجدار بينما تشير أقدم سجلات الألواح الطينية المكتوبة
بالخط المسماري التي عثر عليها بالصدفة سنة
1927 في
قلعة كركوك إلى أن قطعة كيرخي ( كرخا / قلعة) كانت تقع في اررابخا (
عرفة) بإقليم كوتيوم. وهناك فرضية أخرى تستند على كتابات المؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ حيث يذكر بلوتارخ إنه عندما قطعت القوات المقدونية البادية في
سوريا وعبرت نهر
دجلة في 331 قبل الميلاد اتجه
الإسكندر الأكبر بعد معركته المشهورة مع
داريوش الثالث نحو
بابل عن طريق ارابخي أو اررابخا ( عرفة ) حيث أصلح قلعتها( أي قلعة كركوك ) وأضاف الكاتب اليوناني بلوتارخ إن على أرض ارباخي (أي كركوك) تشاهد نيران مشتعلة دائمة وتغطيها أنهار من النفط وهذا الكلام ينطبق على موقع كركوك المعاصر. أما موقع
بابا كركر فقد أورد بلوتارخ اسمه بصيغة كوركورا. وقد أضاف الميديون على نهاية الاسم اللاحقة الزاكروسية المحلية اوك فغدت التسمية كوركورك
[2]. عرفت مدينة كركوك في عهد
الساسانيين بكرمكان والتي تعني الأرض الحارة الذي تحول إلى جرمقان أو جرميق في
العربية و كرميان
بالكردية.
[عدل] جغرافيا المدينةكركوك تعتبر مركزا رئيسيا لإنتاج
النفط في شمال
العراق وتعتبر تاريخيا مدينة متعددة الأعراق بسبب التغير الديمغرافي الذي حصل من قبل الدوله الثمانيه ونظام الحزب البعث يقطنها
الأكراد و
التركمان و
الكلدان السريان الأشوريين والعرب والأرمن. وتبعد كركوك 250 كيلومتر شمال شرق محافظة
بغداد عاصمة
العراق يحدها
جبال زاكروس من الشمال ونهر
الزاب الصغير من الغرب وسلسلة جبال
حمرين من الجنوب
ونهر ديالى التي تعرف عند
الأكراد بنهر سيروان من الجنوب الغربي. ويقدر نفوس كركوك الحالي وحسب الإحصائيات الموجودة في دائرة الإحصاء حوالي 1،585،468 الف نسمة .
يمر
نهر الخاصة في وسط مدينة كركوك ويقسم المدينة إلى شطرين كما يمر نهر
الزاب الصغير ( من أهم روافد نهر دجلة) على بعد حوالي 45 كم من مركز المدينة وقد نفذ مشروع أروائي جبار على نهر الزاب يعرف بري كركوك يوصل الماء إلى مدينة كركوك ومزارعها المحيطة والموزعة بالمحافظة, حيث غير هذا المشروع نمط حياة ومعيشة الكثير من القرويين والزراع إلى الأفضل.
[عدل] المعالم القديمة في مدينة كركوك [عدل] أهم الأحياء السكنية في مدينة كركوكالأحياء القديمة: (شورجة ، آزادي ، إمام قاسم ، رحيم آوه ، تبه ، قورية ، مصلى ، بريادي ، بكلر ، أحمد آغا ، شاطرلو ، خان خورما ، تسعين القديمة ، محلة الحديدين ، عرفة ، صاري كهيه)
الأحياء الجديدة والتي اسست بعد عام 1980 ومن أهم الأسباب هو قدوم عرب الجنوب - المستفدين - إلى المدينة: ( تسعين الجديدة ، حي الواسطي ، غرناطة ، دوميز ، حي الخضراء ، طريق بغداد ، واحد اذار ، العروبة ، القادسية ألأولى ، القادسية الثانية ، حي البعث ، حي النصر ، واحد حزيران)
[عدل] حقول النفطفي عام
1927 حدث تدفق تلقائي عظيم للنفط في منطقة
بابا كركر بالقرب من مدينة كركوك مما حدى
بشركة النفط العراقية لاستخراج
النفط بصورة منظمة من حقل
بابا كركر في سنة
1934، علما أن استخراج النفط كان يتم قبل هذا التاريخ بطرق بدائية. ويقدر كمية المخزون الاحتياطي لحقول النفط في كركوك بأكثر من 10 مليار
برميل بقدرة إنتاجية قدرها750 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا
[3].
يعتقد بعض الخبراء في مجال النفط أن الأساليب السيئة التي كانت تتبع لاستخراج النفط إبان حكم الرئيس العراقي الراحل
صدام حسين في ظل سنوات الحصار أدت إلى أضرار قد تكون دائمية في حقول النفط في كركوك. أحد هذه الأساليب كانت إعادة ضخ النفط الفائض إلى حقول النفط مما أدى إلى زيادة لزوجة النفط التي تردي نوعية نفط كركوك وقد تؤدي كذلك إلى صعوبة استخراج النفط في المستقبل
[4].
منذ شهر
أبريل 2003 إلى
ديسمبر 2004 تعرضت حقول نفط كركوك إلى ما يقارب 123 ضربة تخريبية وكانت أشد هذه الضربات هي الموجهة إلى خط الأنابيب الذي ينقل
النفط إلى ميناء
جيهان في
تركيا. أدت تلك العمليات إلى خسائر بلغت المليارات بالدولار الأمريكي. إضافة إلى الأضرار الناتجة عن هذه العمليات التخريبية تعرضت البنية التحتية لإنتاج النفط إلى أعمال سلب و نهب إبان
تحرير العراق 2003 والتي أطاحت بحكم الرئيس العراقي السابق
صدام حسين في أبريل 2003
[5] [6].
وإضافة إلى حقل
بابا كركر العملاق تشتهر المدينة بحقول أخرى مثل
حقل جمبور و
حقل باي حسن الجنوبية و
حقل باي حسن الشمالية و
حقل آفانا و
حقل خباز و
حقل جبل بور , تتميز حقول كركوك النفطية بغزارة إنتاجها وجودة نفطها فهو يعتبر من النفوط الخفيفة القياسية, يحوي نفط كركوك على غاز H2S مما يستوجب معالجته قبل تهيئته للتصدير من خلال مجمع كبير متخصص لهذاالغرض. وتدير عمليات النفط شركة نفط الشمال الوريث الوطني
لشركة نفط العراق IPC التي أممت عملياتها عام
1972. توجد في كركوك في منطقة بابا كركر ظاهرة غريبة وهي اشتعال النار نتيجة خروج غازات من الأرض لوجود تكسرات في الطبقات الأرضية للحقل النفطي تسمى
النار الأزلية وهي تشتعل منذ أكثر من أربعة الآف سنة.
[عدل] الخليط السكاني لمدينة كركوكيسكن كركوك مزيج متجانس من قوميات مختلفة من
الأكرادالعرب التركمان الآشوريين الكلدان والأرمن. كركوك عرفت منذ القدم بتجانس قومياتها المختلفة لكن هذاالتجانس طرأت عليه تغيرات منذ ثمانينيات القرن المنصرم حيث قامت حكومة الرئيس العراقي السابق
صدام حسين بإجبار الأكراد التركمان على الرحيل من ديارهم وقراهم في مدبنة كركوك وجلب العرب من جنوب العراق إلى مدينه كركوك كجزء من سياسة منظمة عرفت بسياسة التعريب. ومدينة كركوك كانت ولم تزل موضع خلاف وجدل حول عرقية المدينة التأريخية الموغلة بالقدم.
من وجهة نظر
التركمان الذين يعتبرون أن أجدادهم قدموا إلى العراق أثناء خلافة
الأمويين و
العباسيين لحاجة الفتوحات الإسلامية لمقاتليهم الأشداء، ومنذ ذلك الوقت و على الخصوص أثناء حكم دولتي الخروفين الأسود و الأبيض بدأ الاستيطان التركماني لمدينة كركوك. ودخل السلاجقة الأتراك العراق سنة 1055 عندما قدم قائدهم
طغرل بك على رأس جيش مكون من قبائل
الاوغوز التركية من تركمانستان و قرقيزستان الحاليتين و حكموا العراق لفترة 63 سنة. من وجهة نظر
العرب كانت هناك عشيرة عربية وحيدة في منطقة كركوك، و هم الحديديون . من العشائر العربية الأخرى التي استوطنت كركوك أثناء العهد الملكي في
العراق، عشائر العبيد و الجبور، قدم عشائر العبيد إلى كركوك من منطقة
الموصل بعد خلافات مع عشائر أخرى في الموصل واستقروا في منطقة الحويجة عام
1935 أثناء حكومة
ياسين الهاشمي [7].
لسنوات طويلة كانت كركوك بمثابة البوتقة التي انصهرت فيها مختلف القوميات لكن الأمر أصبح شائكا بعد الإطاحة بحكومة الرئيس العراقي السابق
صدام حسين حيث تسعى القوميات المختلفة في كركوك لإثبات حقوقها التاريخية. يحاول
الأكراد من جهتهم إلحاق كركوك بكوردستان
إقليم كوردستان في شمال العراق بينما يحاول التركمان و
العرب إبقاء كركوك ضمن الحكومة المركزية في
بغداد. هذه الخلافات تم التعبير عنها بالعنف المسلح في بعض الأحيان والخلاف السياسي في أحيان أخرى و عندما طرح السيناتور الأمريكي جو بايدن خطته لتقسيم العراق اعلن التركمان انهم سوف يعلنون دولة تركمانستان
[8].
[عدل] انتخابات كركوكتحت إشراف
بول بريمر جرت أول انتخابات بلدية في مدينة كركوك في
24 مايو 2003 لاختيار مجلس بلدية المحافظة حيث اختارت القوات الأمريكية 300 مندوب عن
الأكراد والعرب والتركمان والآشوريين كمجمع انتخابي قام بانتخاب مجلس المدينة المكون من 30 عضوا. وجاءت هذه الخطوة في ظل مساع ترمي إلى تخفيف حدة التوتر العرقي السائد في المدينة. وقد قررت القوات الأمريكية منح الطوائف الأربع نفس عدد المقاعد داخل المجلس الجديد. وتألف المجلس من ثلاثين عضوا، انتخب أربعة و عشرون منهم بمعدل ستة مقاعد لكل طائفة، و يعين الأمريكيون ستة أعضاء "مستقلين".أما الآن، فقد توسع
مجلس محافظة كركوك في جولته الثانية ليضم 41 عضوا. اختير الكردي
عبد الرحمن مصطفى محافظا و وافق مجلس المدينة بأغلبية الثلثين على اختيار كلداني سرياني أشوري وتركماني وكردي كمساعدين للمحافظ
[9] [10].
كركوك .. المدينة التي يشبهها الكثيرون بعراق مصغر، هي حقاً كذلك ، فبالإضافة إلى التكوينات العرقية التي ذكرناها، يمكن أن تجد أفرادا من
الصابئة المندائيين و أتباع الديانة
الإيزيدية وينقسم العرب والتركمان عرضياً ما بين
سنة و
شيعة، وينقسم السنة ما بين تيارات ومذاهب أيضاً والشيعة كذلك ، ولا أحد يعرف إلى أين يصل هذا التجزء الفسيفسائي ، وربما لا يوجد من يشغل ذهنه كثيراً بهذه التفصيلات ، على حساب التفكير بالصورة الشمولية ، الهوية الوطنية التي تغطي كل هذه الألوان المتقاطعة و المتجاورة و المتداخلة بغلالة لونية واحدة.