ذكر ما جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة
..........................................
قال الزهري نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بقباء فأقام فيهم بضع عشرة ليلة وقال عروة مكث بقباء ثلاث
ليال ثم ركب يوم الجمعة فمر على بني سالم فجمع بهم وكانت أول جمعة صلاها حين قدم المدينة ثم ركب في بني سالم قمرت الناقة حتى بركت في بني النجار على دار أبي أيوب الأنصاري فنزل عليه في سفل داره وكان أبو أيوب في العلو حتى ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا ومساكنه
عن عائشة قالت قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهي وبيئة فمرض أبو بكر فكان إذا أخذته الحمى يقول
كل امريء مصبح في رحله ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أخذته الحمى يقول
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل
اللهم العن شيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقوا قال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم صححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة قالت فكان المولود يولد بالجحفة فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى أخرجاه في الصحيحين
.............................
ذكر عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن السائب هم أحد عشر الحارث والزبير وأبو طالب وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوم وضرار والعباس وقثم وجحل واسم
جحل المغيرة وقال غيره هم عشرة ولم يذكر قثم وقال اسم الغيداق جحل
...................
ذكر عماته صلى الله عليه وسلم
وهن ست أم حكيم وهي البيضاء وبرة وعاتكة وصفية وأروى وأميمة فأما صفية فأسلمت من غير خلاف وأما عاتكة وأروى فقال محمد بن سعيد أسلمتا وهاجرنا إلى المدينة وقال آخرون لم تسلم منهن إلا صفية
.....................
ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
خديجة بنت خويلد سودة بنت زمعة عائشة بنت أبي بكر حفصة بنت عمر أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان زينب بنت جحش أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة بن الحارث ابن أبي ضرار صفية بنت حيي بن أخطب ميمونة بنت الحارث ابن حزن
وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من النساء فلم يدخل بهن وخطب جماعة فلم يتم النكاح ويقال إن أم شريك وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
......................
ذكر سراري رسول الله صلى الله عليه وسلم
مارية القبطية بعث بها إليه المقوقس ريحانة بنت زيد ويقال إنه تزوجها وقال الزهري استسرها ثم أعتقها فلحقت بأهلها وقال أبو عبيدة كان له أربع مارية وريحانة وأخرى جميلة أصابها في السبي وجارية وهبتها له زينب بنت جحش
....................
ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم
أما الذكور فالقاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم وهو أول من مات من أولاده وعاش سنتين
عبد الله وهو الطاهر والطيب ولد له في الاسلام
وقال عروة ولدت له خديجة القاسم والطاهر وعبد الله والمطيب
وقال سعيد بن عبد العزيز كان للنبي صلى الله عليه وسلم أربعة غلمة إبراهيم والقاسم والطاهر والمطهر
قال أبو بكر البرقي ويقال إن الطاهر هو الطيب وهو عبد الله ويقال إن الطيب والمطيب ولدا في بطن والطاهر والمطهر ولدا في بطن
إبراهيم أمه مارية القبطية ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وتوفي ابن ستة عشرة شهرا وقيل ثمانية عشر شهرا ودفن بالبقيع الإناث من أولاده صلى الله عليه وسلم
فاطمة عليها السلام ولدت قبل النبوة بخمس سنين زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع رقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بعد رقية
وجميع أولاده من خديجة رضي الله عنها سوى إبراهيم
...............
ذكر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسلم ويكنى أبا رافع أبو رافع آخر والد البهي أحمر
أسامة بن زيد أفلح ألسة ويكنى أبا مسروح أيمن ابن أم أيمن ثوبان ويكنى أبا عبد الله ذكوان ويقال هو مهران وقيل طهمان رافع رباح الأسود زيد بن حارثة زيد بن بولا سابق سالم سلمان الفارسي سليم ويكنى أبا كبشة وقيل اسمه أوس سعيد أبو كندير شقران واسمه صالح ضميرة بن أبي ضميرة عبيد الله بن عبد الغفار فضالة اليماني كيسان مهران ويكنى أبا عبد الرحمن وهو سفينة في قول إبراهيم الحربي وقال غيره اسم سفينة رومان وقيل عيس ومدعم نافع نفيع ويكنى أبا بكرة الثقفي نبيه واقد وردان هشام يسار أبو أثيلة أبو الحمراء أبو السمح أبو ضميرة أبو عبيد واسمه سعيد وقيل عبيد أبو مويهبة أبو واقد
قال إبراهيم الحربي ليس في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيد انما هو أبو عبيد وإنما التيمي غلط في الحديث فقال عبيد وذكر ابن أبي خيثمة أنهما اثنان عبيد وأبو عبيد
وفرق الحربي بين رافع وأبي رافع فجعلهما اثنين وحكى ابن قتيبة أنهما واحد
وقال أبو بكر بن حزم من غلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كركرة وقال مصعب أهدى إليه المقوقس خصيا اسمه مابورا وذكر محمد ابن حبيب الهاشمي من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لبابة وأبو لقيط وأبو هند
ذكر موليات رسول الله صلى الله عليه وسلم
أم أيمن اسمها بركة أميمة خضرة رضوى ريحانة سلمى مارية ميمونة بنت سعد ميمونة بنت أبي عسيب أم ضميرة أم عياش
وقيل أم عياش مولاة ابنته رقية
..................
ذكر مراكبه صلى الله عليه وسلم
كان له فرس يقال له السكب وفرس يقال له المرتجز وهو الذي اشتراه من الأعرابي وشهد فيه خزيمة بن ثابت وربما جعل بعضهم الاسمين لواحد وفرس يقال له اللزاز وفرس يقال له الظرب وفرس يقال له ألورد وفرس يقال النحيف وبعضهم يقول اللحيف باللام وبعضهم يسمي بعض خيله اليعسوب
وكان له الناقصة القصواء وهي الغضباء وهي الجدعاء وبغلة تسمى الشهباء والدلدل وحمار يقال له اليعفور
..........................
ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم ليس
بالقصير ولا بالطويل البائن أزهر ليس بالآدم ولا الأبيض الأمهق رجل الشعر ليس بالسبط ولا الجعد القطط بعث على رأس أربعين أقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفي على رأس ستين ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء أخرجاه في الصحيحين
وعنه قال ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت ريحا قط ولا عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري
وقال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قلت للربيع بنت
معوذ صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لو رأيته لرأيت الشمس الطالعة
قال إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال كان علي رضي الله عنه إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد كان ربعة من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمتكلثم وكان في وجهه تدوير أبيض مشربا أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وألينهم
عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي
وقال سمعت أبا جعفر محمد بن الحسين يقول سمعت الأصمعي يقول الممغط الذاهب طولا والمتردد الداخل بعضه في بعض قصرا وأما القطط فشديد الجعودة والرجل الذي في شعره حجونة أي تثن قليل والمطهم البادن الكثير اللحم والمتكلثم المدور الوجه والمشرب الذي في بياضه حمرة والأدعج الشديد سواد العين والأهدب الطويل الأشفار والكتد مجتمع الكتفين وهو الكاهل والمسربة الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة والشثن الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين والتقلع المشي بقوة والصبب الحدور تقول انحدرنا في صبوب وصبب وقوله جليل المشاش يريديريد رؤوس المناكب والعشرة الصحبة والعشير الصاحب والبديهة المفاجأة
وعن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل العشر إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم مفلج الاسنان دقيق
المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخيط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفين والقدمين سابل الأطراف أو قال سائل الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره للملاحظة يسوق أصحابه ويبدر من لقيه بالسلام
قلت فصف لي منطقه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل
الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول ولا تقصير ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعدى الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أتصل بها وضرب براحته اليمنى بطن إبهامها اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح جل ضحكه التبسم
قال الحسن فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته بها فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا
قال الحسين سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء
جزءا لله وجزءا لنفسه وجزءا لأهله ثم جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم منه شيئا وكان من سيرته في جزء الأمة إبثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة يعني على الخير
قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في أيدي الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن
يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة
قال فسألته عن مجلسه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر وكان إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبهم لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه ممن جالسه ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم يتعاطفون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب
قلت وكيف كانت سيرته في جلسائه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا
غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار ومالا يعنيه وترك الناس من من ثلاث لا يذم أحدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا لا يتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجليونهم ويقول إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارفدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافىء ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو
قيام رواه الترمذي
وقد روى هذا الحديث أبو بكر ابن الأنباري فزاد فيه قال فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان سكوته على أربع على الحلم والحذر والتقدير والتفكر فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع من الناس وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر ولا يغضبه شيء ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح ليتناهى عنه واجتهاده الرأي في إصلاح أمته والقيام لهم فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة
تفسير غريب هذا الحديث
الفخم المفخم هو العظيم المعظم في الصدور والعيون والمشذب الطويل الذي ليس بكثير اللحم والرجل الشعر الذي في شعره تكسر فإذا كان الشعر منبسطا قيل شعر سبط وسبط والعقيقة الشعر المجتمع في الرأس الأزهر اللون النير وأزج الحواجب أي طويل امتدادهما لوقور الشعر فيهما وحسنه إلى الصدغين فأما جمع الحواجب فله وجهان أحدهما على مذهب من بوقع الجمع على التثنية والثاني على أن كل قطعة من الحاجب تسمى حاجبا
وقوله أقنى العرنين القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب في وسطه والعرنين الأنف والأشم الذي عظم أنفه طويل إلى طرف الأنف وضليع الفم كبيره والعرب تمدح بذلك
وتهجو بصغره والمسربة قد فسرناها في الحديث قبله والدمية الصورة وجمعها دمى
وقوله بادن متماسك أي تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي اللحم ولا كثيره وقوله سواء البطن والصدر معناه أن بطنه ضامر وصدره عريض فلهذا ساوى بطنه صدره والكراديس رؤوس العظام وقوله أنور المتجرد أي نير الجسد إذا تجرد من الثياب والنير الأبيض المشرق
وقوله خمصان الأخمصين معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض والأخمص ما يرتفع من الأرض من وسط باطن الرجل وقوله مسيح القدمين أي ليس بكثير اللحم فيهما وعلى ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما والتقلع والصبب قد فسرناهما في الحديث قبله
وقوله ذريع المشية واسع المشية من غير أن يظهر منه
استعجال والمهين الحقير ويسوق أصحابه يقدمهم بين يديه ومن ورائه يفوق أراد يفضلهم دينا وحلما وكرما وقوله لكل حال عنده عتاد أي عدة يعني أنه قد أعد للأمور أشكالها وقوله يرد بالخاصة على العامة فيه ثلاثة أوجه
أحدها أنه كان يعتمد على أن الخاصة ترفع علومه وإرادته إلى العامة
والثاني أن المعنى يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب الباء عن من و على عن إلى
والثالث فيرد ذلك بدلا من الخاصة على العامة فتفيد الباء معنى البدل
والرواد جمع رائد وهو الذي يقدم القوم إلى المنزل يرتاد لهم الكلأ وهو هنا مثل والمعنى أنهم ينفعون بما يسمعون من وراءهم
والذواق ههنا العلم يذوقون من حلاوته ما يذوقون من الطعام وتؤبن فيه الحرم أي تعاب وقوله لا يقبل الثناء إلا من مكافىء أي من صح عنده اسلامه حسن موقع ثنائه عليه ومن استشعر منه نفاقا أو ضعفا في دينه ألغى ثناءه ولم يحفل به وارفدوه بمعنى أعينوه
.........................
ذكر حسن خلقه صلى الله عليه وسلم
.......................
عن أبي عبد الله الجدلي قال قلت لعائشة كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله قالت كان أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي
بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح رواه الإمام أحمد
وعن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت رواه البخاري
وعن سماك قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم كان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم انفرد باخراجه مسلم
...................